يعتبر موسم الصيام من أكثر المواسم ألفة وترابط حيث تجتمع العائلة معا من كبيرها إلى صغيرها أكثر من أي وقت في السنة، لذا يسهل نقل التعاليم والإرشادات العامة والعادات والتقاليد بين أفرادها، ومن ضمنها العادات الشخصية، ومن أهمها عادة النظافة الشخصية. ولأن الأب والأم يعتبران القدوة الرئيسة في أي عائلة، فهما مسئولان عن نقل العادات الجيدة، ونبذ العادات السيئة.
بشكل عام، يعتبر الطفل مقلدا رائعا فهو يقلد كل شيء يراه أو يسمعه ويردده بطريقته الخاصة، فهو يردد كلامنا الجيد والسيئ، ويكرر طريقة معاملتنا له ولغيره من الناس، لهذا فأن هذه المرحلة من التطور تعتبر فرصة كبيرة للآباء لغرس العادات الصحّية الجيدة والمهارات الأخرى في الطفل.
ومن العادات الهامة التي يجب غرسها في الطفل، الاهتمام بالنظافة الشخصية، والتي يروج لها شهر الصيام بكثرة، عن طريق الوضوء. لذا يجب استغلاله لترسيخ هذه العادة الصحية، بالإضافة إلى العادات الجيدة الأخرى، وإليكم بعض النصائح التي يمكن استعماله لتحقيق هذا.
• ناقشا موضوع الجراثيم ودورها مع الطفل، تحدثا عن الأمراض التي تسببها قلة النظافة، وكيف يمكن إيقاف والتخلص من الجراثيم.
• جميعا يعرف بأن أفضل رادع للجراثيم هو غسل اليدين بانتظام. علّما الطفل الصغير غسل يديه بعد اللعب في الخارج، وبعد أن يستعمل الحمام، وقبل أن يأكل، وشجّعاه أيضا على غسل يديه إذا سعل أو عطس وبعد أن يلعب مع الحيوانات الأليفة. (للحصول على نظافة كاملة يجب فرك اليدين بالماء والصابون مدة 20 ثانية). ساعدا طفلكما على قضاء هذا الوقت باستعمال أغنية قصيرة، مثل "سنة حلوة يا جميل"، أو الأحرف الأبجدية.
• معظم الأطفال يحبون وقت الاستحمام، ولكن مجموعة منهم قد تنفر من الصابون وتحاول التملص من وقت الاستحمام قدر الإمكان، ولكن بفطنتك، يمكنك أن تجعلي وقت الاستحمام وقتا رائعا ومميزا، استعملي الألعاب لتحفيز الطفل على البقاء مدة أطول في حوض الاستحمام. قومي بتعليم الطفل كيف يفرك جسمه، وشعره بالشامبو قدر الإمكان بينما يلعب.
• عادات نظافة الفم والأسنان الجيدة هامة على حد سواء ويجب أن تشجّعها أثناء سنوات الطفل المبكرة أيضا. علّما الطفل على تنظيف أسنانه بفرشاة أسنانه. اتركا له الفرصة ليمسك بالفرشاة ويتعلم، الطفل جيد جدا في التقليد، لذا قوما بتنظيف أسنانكما أمامه، وسوف يتعلم منكما. يمكنكما الاستعانة برسم كرتوني حتى لا ينسى الطفل التقيد بتعليمات النظافة الشخصية.
• الحمية الصحّية، وممارسة التمارين الرياضية، والحصول على نوم كاف هي عناصر أساسية أيضا في الصحة والنظافة الجيدة. تكلّما مع الطفل حول سبب القيام ببعض الأمور الهامة واشرحا للطفل أهمية تناول الخضار والفاكهة، واستغلا وقت المرض لإظهار أهمية التغذية الصحية في محاربة ومكافحة الأمراض.
• قوما بتنظيم مواعيد نوم الطفل، بحيث يتبع جدول زمنيا منتظما قدر الإمكان، وشجعا الطفل على ممارسة الرياضة على الأقل 90 دقيقة في اليوم حتى يحصل على التمرين الكافي ويغط في نوم عميق لاحقا في المساء.
[center]