السلام عليكم اخواني و رحمة منه و بركاته
حقيقة ... لقد لفت نظري ظاهرة غريبة لدى العديد من الأعضاء في المنتدى عند
صلاتهم على الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) هي ليست جديدة العهد
فيقولون : ((النبي محمد صلى الله عليه و سلم )) فقط ....ولأجل توضيح ذلك وكذلك شرح معنى الصلاة على محمد واله اليكم هذا الموضوع نفعنا الله وأياكم به.....
تعتبر مسألة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) من جملة المسائل التي اتفق المسلمون على أصلها واختلفوا في تفاصيلها وكيفيتها.
فمعنى الصلاة في اللغةً هي: الدعاء والتمجيد، وقد تضمّنت الآية الشريفة ثلاثَ صلوات: صلاة الله، وصلاة الملائكة، وصلاة المؤمنين. وفي الرواية: صلاةُ الله رحمةٌ من الله، وصلاة ملائكته تزكيةٌ منهم له صلّى الله عليه وآله، وصلاة المؤمنين دعاءٌ منهم للنبيّ صلّى الله عليه وآله
و هناك حالة لحضتها أيضا ً حتى عند عدد من المفكرين و الدعاة المسلمين من خلال شاشة التلفاز .
فلا ادري لماذا يصعب عليهم إلحاق أهل بيت الرسول (ص) لدى صلاتهم على النبي
و هذه الطريقة في الصلاة تسمى (الصلاة البتراء)، و من خلال لفظها تعني (المبتورة) و (الناقصة) .
و هذا النوع من الصلاة نهى عنها الرسول (ص) بنفسه .
إن الصلوات على النبي وآله، من المعالم الثابتة والمتكررة في حياة الإنسان المؤمن، سواء في خارج الصلاة أو في داخل الصلاة.. وكما هو معلوم أن تكبيرة الإحرام واجبة في الصلاة مرة واحدة، وهي التكبيرة الافتتاحية.. بينما الصلاة على النبي وآله واجبة في محطتين: أثناء الصلاة في التشهد، وفي التسليم، يتوجه المصلي إلى النبي صل الله عليه وآله في هاتين المحطتين.. فعلى المؤمن أن يستوعب حقيقة الصلاة على النبي وآله..
و إليكم هذا الأحاديث النبوية الشريفة و لكم الحكم .
ففي ( سنن النَّسائيّ 190:1 ) عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: قلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك ؟ قال: « اللّهمَّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آلِ محمّد، كما صلّيتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد. وبارِكْ على محمّدٍ وعلى آلِ محمّد، كما باركتَ على إبراهيم وآلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيد ».وتتعدّد الصيغ في عشرات الروايات، إلاّ أنّها لا تخلو مِن ذِكر آلِ النبيّ معه في الصلاة عليه صلّى الله عليه وعليهم.. حتّى ورد الذمُّ والنهيُ عن الصلاة البتراء، جاء في ( الصواعق المحرقة ص 87 ) لابن حجر: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: لا تُصلُّوا عَلَيّ الصلاةَ البَتراء، قالوا: وما الصلاةُ البَتراء ؟! قال: تقولون: اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ، وتُمسِكون، بل قولوا: اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آلِ محمّد.والغريب العجيب.. أنّ نَقَلةَ هذه الرواية وأمثالها يُعَنْوِنونَ لها باباً في النهي عن الصلاة البتراء، ثمّ يأتون بالصلاة البتراء في العنوان في داخل الرواية فلا يذكرون الآلَ عليهم السّلام في الصلاة بعد ذِكرِ رسول الله صلّى الله عليه وآله، فيكتبون: صلّى الله عليه وسلّم!
أخرج البخاري ومسلم وكل المحدثين من «أهل السنة والجماعة» بأن الصحابة جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما نزل قول الله تعالى: «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً» (الأحزاب ك 56) فقالوا: يا رسول الله، عرفنا كيف نسلم عليك، ولم نعر فكيف نصلي عليك ؟ !
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قولوا اللهم صلي على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد ...(صحيح بخاري ج4 ص118)
وزاد بعضهم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ولا تصلوا علي الصلاة البتراء، قالوا: وما الصلاة البتراء يا رسول الله ؟ قال: «أن تقولوا اللهم صل على محمد وتسكنوا، وإن الله كامل لا يقبل إلا الكامل».
وفي سنن الدارقطني (ص136) بسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صلى صلاة لم يصل فيها علي ولا على أهل بيتي لم تقبل صلاته))
وأخرج ابن حجر في صواعقه (ص88) قال: أخرج الديلمي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الدعاء محجوب حتى يصل على محمد وأهل بيته .
كما أخرج الطبراني في الأوسط عن علي (عليه السلام) قال: كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد .
فهذه نصوص صريحة تؤكد الى عدم قول (صلى الله عليه و سلم) فقط بل يجب ذكر ااهل البيت (ع) كذلك ..
و لكن منا جرت العادة .. فأن البعض هالهم ان يروا تلك المنقبة تُنسب فقط للامام علي و اهل بيته (ع) بشكل خاص ..
فقاموا بمحاولات عديدة لان ينكروا اويفندوا ذلك الامر ... و لكن هيهات ((و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين)) .
فسعوا الى اتجاه ثان ٍ .. و هي اختلاق بدعة من انفسهم بأضافة لفظة أو حذف وأله
و بذلك أرادوا إضاعة الفضيلة المنسوبة لأهل البيت (ع) و حرفّوا كلام الرسول (ص)
اما ألأغرب من ذلك كله أن يقوم البعض بتغير الصلاة كلها وهذا ماحدث مع أحد العلماء الدمشقيين حيث قال في لقاء تلفزيوني قبلة مدة وجيزة وذكر اسم النبي بقوله : محمد صلى الله عليه و على اصحابه .!!!!
فهو لم يذكر اهل البيت (ع) اطلاقا .. وحذف كلمة وسلم نهائيا ولانعرف كيف وعلى أي شيء استند من الادلة
فهذه كما تلاحظون اخواني .. هو افتراء و تزييف جديد لم ينزل الله به من سلطان .. ولم يستند على أي دليل
و من الملاحظ على الحديث الذي اورده البخاري و مسلم ..
ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) امر الصحابة الذين سألوه بالصلاة عليه و على اهل بيته فقط ..
و لم يقل غير ذلك ...و كذلك الأحاديث الأخرى المذكورة ..
فهذا تحريف و تزييف للحقائق الدامغة ..
و البعض يزعم بان هذا القول هو قول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ... ولكن هل يوجد حديث شريف او نص قرأني يؤكد هذا القول ؟؟
لا يوجد بالطبع ... لانها بدعة من احد الذين يكنون العداء لأهل البيت عليهم السلام الذين ((حسب ما يقول المؤرخين)) اشتهر بكرههِ للإمام علي (ع) إلى درجة اعتباره من عامة الناس و سوقتهم
و هذا المبغض نفسه الذي بايع معاوية الطليق ابن الطليق
و هو نفسه بايع الحجاج بن يوسف الثقفي الدنيء السفاح للدماء .و الذي قتل يوم واحد ما يقارب بضع و سبعين إلفا شخصا حتى سالت الدماء الى باب المسجد و السكك (تاريخ الخلفاء لابن قتيبة ج2 ص62)
و بالطبع فان هذا الذي أدعى صحبته الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما اخترع هذه البدعة ..كان يقصد بها الانتقاص من كرامة اهل البيت (ع) و عدم نسب اي فضيلة لهم ...
وهذا الحديث الذي نورده هنا يؤكد على التغير الذي أصاب البعض ممن كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والتغير الذي طرأ على سلوكياتهم .....؟
أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الخامس في باب غزوة الحديبية من كتاب المغازي.
عن أحمد بن إشكاب حدّثنا محمّد بن فضيل عن العلاء بن المسيّب عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما، فقلت: طوبى لك صحبت النبي صلّى الله عليه واله وسلّم وبايعته تحت الشجرة!
فقال: يا بن أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده. (صحيح البخاري: 5/66).
فهذا ابسط حديث اورده البخاري .. يدل على ما فعله بعض الذين كانوا من المقريين إلى الرسول الكريم وكيف كان حالهم بعد وفاته صلى الله عليه واله وسلم
و هذا الحديث غيض من فيض طبعا ..
اذن فكيف نرتضي لانفسنا ان نغير ماقاله الرسول بشأن الصلاة عليه وعلى أل بيته الكرام
بينما نرى ان صفة الطاهرة عند اهل البيت (ع) موجودة و قد ذكرها الله تعالى
في القرأن في اية التطهير
((انما يريد الله ان يذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا))
فكيف نساوي ما بين اهل اهل البيت (ع) و هم اهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مهبط الوحي و مختلف الملائكة .
و من بيوتهم خرج العلم للناس اجمع (كما يقول الامام جعفر الصادق عليه السلام)
و بين اناس غيروا سيرة وأحاديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم
نحصل من ذلك ثبوت مطلوبية الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) في كل آن، ووجوبها في التشهدين من الصلاة، ومن هنا يتضح بطلان الصلاة التي لم يرد فيها الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله).
كما تحصل أيضاً أن المقصود بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) هي ما ذكر فيها أهل بيته معه، وأن الصلاة الخالية من ذكرهم (عليهم السلام) صلاة سمّاها الرسول (صلى الله عليه وآله) بالصلاة البتراء، وقد نهى عنها الرسول نفسه، وبالتالي فالفريضة الخالية من ذكرهم (عليهم السلام) كالخالية من ذكره (صلى الله عليه وآله) أصلاً.
وكلتاهما محكوم عليهما بالبطلان، كما قال الإمام الشافعي:
يا آل بـــيـــت رســـول الله حـــبّـــكـم***فـــرض من الله فـــي القــرآن أنزله
كفـــاكـــم مـــن عـــظيـــم القدر انّكم***من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له
و على فكرة ... فأن تطبيق هذا الامر (اقصد الصلاة على محمد و على ال بيته الاطهار)
يجب ان تٌطبق في الحياة العامة ايضا .. و ليس في نطاق المنتدى فقط
و الله من وراء القصد