صور التنافس الإيجابي
أولاً- الاعتراف بالآخر واحترامه.ثانياً- المراهنة على بذل الجهد. إذا كنت تحب أن تتقدم، ولا يتفوق عليك الآخرون، عليك أن تضاعف جهدك وتطور عملك وانجازك فهذا هو السبيل وهو الطريق للنجاح والتنافس الإيجابي، وهو ما تدعوا إليه آيات القرآن الكريم: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.
ويقول تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾.
عميق معنى هذه الآية الكريمة وهي تؤكد على العاملين والناشطين أن لا يعبئوا بما يشغلهم عن إنجازاتهم وتقدمهم، وإن واجهوا من يُعرقل لهم طريق التقدم فعليهم أن يتمسّكوا بهذا النهج الذي تُقدمه ألآية المباركة: ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾. أما إذا انشغل العاملون بالمهاترات التي يُراد لها عرقلة نشاطهم، فإنهم بذلك يُحقّقون أهداف المغرضين، ويتأخروا في مسيرتهم.
وفي آية أخرى يأمر الله تعالى فيها النبي
بأن يخاطب أهل الكتاب بها: ﴿وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾.
وما نجده من مهاترات حول السجال المذهبي لا يخدم الإسلام ولا المسلمين، وقد انشغلت الأمة خلال أكثر من 1400 سنه بهذا السجال، وإلى متى نبقى أسارى؟ كفانا ذلك، فلنتجه نحو البناء والتنافس الإيجابي في خدمة قضايا أمتنا وخدمة مصالحنا، وكل واحد يمشي على منهجه ﴿لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾، والساحة هي التي تقيّم والناس هم الذين يحكمون، والتاريخ هو الذي يحكم، ويوم القيامة الله تعالى يفصل بين الناس، هذا هو المنطق العقلائي، وهذا هو المنطق الصحيح. فالمراهنة على بذل الجهد.