بين الصراع السلبي والتنافس الإيجابي
البعض من الناس إذا رأوا منافسين لهم يصبح لديهم حالة سلبية تجاه المنافسة، ولهذه الحالة السلبية أو لنقل الصراع السلبي مظاهر، من أبرزها:
أولاً- كراهة المنافس وقطيعته. فبعض الناس يكره أن يبرز منافس له وينزعج ويحزن ويتألم، لا يريد أن يكون له منافس. ويغفل عن أنه من حقه أن يعمل وغيره من حقه أن يعمل أيضاً. وهذه حالة سلبية يمقتها الإسلام، وقد تصل بالإنسان إلى الحسد بيد أن الإنسان المؤمن لا يحسد، بل يغبط أخاه المؤمن بأن يتمنى أن يتقدم كما تقدم غيره، وهذا أمرٌ مشروع أما أن تصل المسألة إلى الحقد والكراهية فهذا يُسمى حسداً، وفي كلمة جميلة لأمير المؤمنين
يقول: «الحاسد مغتاظ على من لاذنب له»
والقرآن الكريم يحكي لنا قصة ابني آدم وكيف أن أحدهما وهو (قابيل) قرر قتل أخيه (هابيل) لا لشيء إلا لأن الله تقبل قربانه، يقول تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾. المائدة 27
ثانياً- الإساءة والعدوان على المنافس.قد يتجرأ البعض فيسيء للمنافس ويعتدي عليه، سواءً بتسقيط شخصيته أو تشويه سمعته، أو عرقلة أعماله، أو أن يسيء له بأي طريق كان.
هذه الإساءة لا مبرر لها - والمشكلة أن الإنسان إذا اتجه بهذا الاتجاه يتأخر أكثر. هناك رواية جميله عن أهل البيت
هذه الرواية في بحار الأنوار، جاء فيها: «إن من يبني ولا يهدم يرتفع بناؤه، وإن كان يسيرا. ومن يبني ويهدم يوشك أن لا يرتفع بنائه»
لماذا يتجه البعض لتسقيط الآخرين؟ أنت تقدم، وطور نفسك. لماذا تتعدى على الآخرين وتسيء لهم وتشوه سمعتهم؟ لأنهم سبقوك؟ لأنهم تفوقوا عليك؟ لأنهم أحرزوا ما لم تحرز؟ هذا لا يُخوّلك ولا يُبرر لك الاعتداء عليهم.
فالصراع السلبي من جانب يؤثر على الجهة نفسها، ويضر بالمجتمع، ومن جهةٍ أخرى يخلق صراعات وعداوات، مما يؤدي إلى تفريق المجتمع وتمزيقه.