لمحة من تاريخ العمارة

على ذراعي دجلة تغفو العمارة , الفتاة السمراء المتغنجة لتروي عطشها من فرات ماء دجلة القادم من قساوة الشمال وبداوة وعجرفة الوسط , ليلقي بجسده المنهك عندك ليفتح ذراعيه عند أول لقاء ليكّون (العمارة والكحلاء) فيجد هواءك عذبا نقيا .. وتربتك خصبة طرية فيفتح ذراعيه مرة أخرى ليولد من جديد (الكحلاء والمشرح)) .
بعد صولات الحرب وقعقعة السلاح يقرر القائد التركي محمد نامق باشا ان يرسو عندك بعد حربه مع عشائر البو محمد فيُطلق عليها اسم الاوردي (اي المعسكر) , فيقوم ببناء سوقا يسمى سوق الباشا (السوق الكبير حاليا) كما شيد بعض الابنية الاخرى ليرتاح الجيش فيها ذلك سنة 1861م عام 1278هـ فسميت (العمارة) ـ وان هناك رأي يقول بقدم اسم العمارة قبل هذا التاريخ حتى يذهب الاستاذ عبد الكريم الندواني الى ان التسمية تعود لأوائل العصر العباسي ـ . في نهاية تلك السنة اصدرت الارادة الشاهانية من استنبول بجعل العمارة مركز قضاء تابع لولاية البصرة ويكون المدعو عبد القادر افندي الكولمندي بوظيفة كاتب عشائر ولاية البصرة ويكون محله الرسمي مركز قضاء العمارة (سنجق العمارة) , فقام ببناء المسجد الكبير والمنارة الموجودة فيه , كما قام ببناء محلة لا زالت تحمل اسمه (القادرية) , وفي ذلك قال الشاعر البغدادي عبد الغفار الاخرس :
عمرتموها فغدت عمارة كما اردتم لمراد المخاطر
فقل لمن يسأل عن تأريخها قد عمرت ايام عبد القادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق / المعلومات التاريخية مأخوذة من كتاب (تاريخ ميسان وعشائر العمارة) للكاتب جبار عبد الله الجويبراوي .

بارك الله فيك

بداية طيبة ونتمنى منك المزيد

الله يعطيك العافية

مشاركه متميزه بارك الله فيك